Friday, January 18, 2008

طعام وشراب أهل النار



الله الرحمن الرحيم
اخوانى هذا هو بعض من وصف جهنم وبئس المصير أقدم القليل منه فالذى يعلم الكثير هو الله

(اللهم نجنا من النار)
سوف أعرض طعام وشراب اهل النار

طعام أهل النار وشرابهم فيها

قال الله تعالى "إن شجرة الزقوم طعام الأثيم كالمهل يغلي في البطون كغلي الحميم" الدخان

وقال "أذلك خير نزلا أم شجرة الزقوم إنا جعلناها فتنة للظالمين إنها شجرة تخرج في أصل الجحيم طلعها كأنه رؤوس الشياطين فإنهم لآكلون منها فمالئون منها البطون ثم إن لهم عليها لشوبا من حميم ثم إن مرجعهم لإلى الجحيم" الصافات

وقال "ثم إنكم أيها الضالون المكذبون لآكلون من شجر من زقوم فمالؤون منها البطون فشاربون عليه من الحميم فشاربون شرب الهيم هذا نزلهم يوم الدين نحن خلقناكم فلولا تصدقون" الواقعة

وقال "وما جعلنا الرؤيا التي أريناك إلا فتنة للناس والشجرة الملعونة في القرآن ونخوفهم فما يزيدهم إلا طغيانا كبيرا" الاسراء

وخرج الترمذي وابن ماجه وابن حبان في صحيحه من حديث ابن عباس أن النبي صلى الله عليه وآله وسلم قرأ هذه الآية "اتقوا الله حق تقاته ولا تموتن إلا وأنتم مسلمون" آل عمران

فقال رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم "لو أن قطرة من الزقوم قطرت في دار الدنيا لأفسدت على أهل الدنيا معايشهم فكيف بمن تكون طعامه"

وقال الترمذي صحيح وروي موقوفا على ابن عباس وقال ابن اسحاق حدثني حكيم بن حكيم عن عكرمة عن ابن عباس قال قال أبو جهل لما ذكر رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم شجرة الزقوم يخوفنا بها محمد يا معشر قريش أتدرون ما شجرة الزقوم التي يخوفكم بها محمد قالوا لا قال عجوة يثرب بالزبد والله لئن استمكنا منها لنتزقمنها تزقما

فأنزل الله فيه "إن شجرة الزقوم طعام الأثيم" الدخان الآية أي ليس كما تقول

وأنزل الله "والشجرة الملعونة في القرآن ونخوفهم فما يزيدهم إلا طغيانا كبيرا" الاسراء

وقال عبدالرزاق عن معمر عن قتادة في قوله "فتنة للظالمين" الصافات

قال زادتهم تكذيبا حين أخبرهم أن في النار شجرة قال يخبرهم أن في النار شجرة والنار تحرق الشجر فأخبرهم أن غذاءها من النار

وقد تقدم عن ابن عباس أن شجرة الزقوم نابتة في أصل سقر وروي عن الحسن أن أصلها في قعر جهنم وأغصانها ترتفع إلى دركاتها

وقال سلام بن مسكين سمعت الحسن تلا هذه الآية "إن شجرة الزقوم طعام الأثيم كالمهل يغلي في البطون كغلي الحميم" قال إنها هناك

قد حميت عليها جهنم وقال مغيرة عن ابراهيم وأبي رزين "كالمهل يغلي في البطون" الدخان قال الشجر يغلي

قال جعفر بن سليمان سمعت أبا عمران الجوني يقول بلغنا أنه لا ينهش منها نهشة إلا نهشة منه مثلها وقد دل القرآن على

أنهم يأكلون منها حتى تمتلئ منها بطونهم فتغلي في بطونهم كما يغلي الحميم وهو الماء الذي قد انتهى حره

ثم بعد أكلهم منها يشربون عليه من الحميم شرب الهيم قال ابن عباس في رواية علي بن أبي طلحة الهيم الابل العطاش

وقال السدي هو داء يأخذ الابل فلا تروي أبدا حتى تموت فكذلك أهل جهنم لا يروون من الحميم أبدا وعن مجاهد نحوه

وعن الضحاك في قوله "شرب الهيم" الواقعة قال من العرب من يقول هو الرمل ومنهم من يقول الإبل العطاش

وقد روي عن ابن عباس كلا القولين ودل قوله سبحانه "ثم إن لهم عليها لشوبا من حميم" الصافات

على أن الحميم يشاب به ما في بطونهم من الزقوم فيصير شوبا له

وقال عطاء الخراساني في هذه الآية يقال يخلط طعامهم ويشاب بالحميم وقال قتادة "لشوبا من حميم" مزاجا من حميم

وعن سعيد بن جبير قال إذا جاع أهل النار استغاثوا من الجوع فأغيثوا بشجرة الزقوم فأكلوا منها فانسلخت وجوههم

حتى لو أن مارا مر عليهم يعرفهم لعرف جلود وجوههم فإذا أكلوا منها ألقي عليه العطش فاستغاثوا من العطش

فأغيثوا بماء كالمهل والمهل الذي قد انتهى حره فإذا أدنوه من أفواههم أنضج حره الوجوه فيصهر به ما في بطونهم ويضربون

بمقامع من حديد فيسقط كل عضو على حياله يدعون بالثبور وقوله تعالى "ثم إن مرجعهم لإلى الجحيم" الصافات

أي بعد أكل الزقوم وشرب الحميم عليه ويدل هذا على أن الحميم خارج من الجحيم فهم يردونه كما ترد الإبل الماء

ثم يردون إلى الجحيم ويدل على هذا أيضا قوله تعالى "هذه جهنم التي يكذب بها المجرمون يطوفون بينها وبين حميم آن" الرحمن

والمعنى أنهم يترددون بين جهنم والحميم فمرة إلى هذا ومرة إلى هذا قاله قتادة وابن جريج وغيرهما

وقال القرضي في قوله "يطوفون بينها وبين حميم آن" قال إن الحميم دون النار فيؤخذ العبد بناصيته

فيجر في ذلك الحميم حتى يذوب اللحم وبقى العظم والعينان في الرأس

وهذا الذي يقول الله عز وجل في الحميم "ثم في النار يسجرون" غافر .
فصل في تفسير قوله تعالى "وطعاما ذا غصة" وقال الله سبحانه وتعالى "إن لدينا أنكالا وجحيما وطعاما ذا غصة وعذابا أليما" المزمل

وقال "ليس لهم طعام إلا من ضريع لا يسمن ولا يغنى من جوع" الغاشية

روى الإمام أحمد باسناده عن عكرمة عن ابن عباس في قوله "طعاما ذا غصة" قال شوك يأخذ بالحلق لا يدخل ولا يخرج

وروى علي بن أبي طلحة عن ابن عباس في قوله "من ضريع" قال شجر في جهنم

وقال مجاهد الضريع الشبرق اليابس وروى أيضا عن عكرمة وقتادة ورواه العوفي عن ابن عباس

الشبرق نبت ذو شوك لاطئ بالأرض فإذا هاج سمي ضريعا وقال قتادة من أضرعت الطعام وأبشعه

وعن سعيد بن جبير في قوله "من ضريع" قال من حجارة وعنه قال الزقوم وعن أبي الحواري قال الضريع السلي شوك النخل

وكيف يسمن شوك النخل وخرج الترمذي من حديث أبي الدرداء

عن النبي صلى الله عليه وآله وسلم "يلقي على أهل النار الجوع فيعدل ما هم فيه من العذاب فيستغيثون فيغاثون بطعام من ضريع لا يسمن ولا يغني من جوع فيستغيثون بالطعام يغاثون بطعام ذي غصة فيذكرون أنهم كانوا يجيزون الغصص في الدنيا بالشراب فيستغيثون بالشراب فيدفع إليهم الحميم بكلاليب الحديد فإذا دنت من وجوههم شوت وجوههم فإذا وصلت بطونهم قطعت ما في بطونهم"

وذكر بقية الحديث وقد روي الحديث موقوفا على أبي الدرداء وقيل وقفة أشبه

وقال سبحانه وتعالى "فليس له اليوم ها هنا حميم ولا طعام إلا من غسلين لا يكله إلا الخاطئون" الحاقة

روي علي بن أبي طلحة عن ابن عباس من غسلين قال هو صديد أهل النار وقال شبيب بن بشر عن عكرمة عن ابن عباس

الغسلين الدم والماء يسيل من لحومهم وهو طعامهم وعن مقاتل قال إذا سال القيح والدم بادروا إلى أكله قبل أن تأكله النار

وقال أبو جعفر عن الربيع بن أنس الغسلين شجرة في جهنم وعن الضحاك مثله وروي خصيف عن مجاهد عن ابن عباس

قال ما أدري ما الغسلين ولكني أظنه الزقوم وقال أبو هلال عن قتادة هو طعام من طعام جهنم من شر طعامهم

وقال يحيى بن سلام هو غسالة أجوافهم وقال ابن قتيبة هو فعلين من غسلت كأنه الغسالة قال شريح بن عبيد قال كعب يقول

لو دلي من غسلين دلو واحد في مطلع الشمس لغلت منه جماجم قوم في مغربها خرجه أبو نعيم وقد روي أن بعض أهل النار

يأكل لحمه وسنذكر الحديث في ذلك فيما بعد إن شاء الله

وقال الله تعالى "إن الذين يأكلون أموال اليتامى ظلما إنما يأكلون في بطونهم نارا وسيصلون سعيرا" النساء

وقد روي في حديث "إن أكله الربا يبعثون تتأجج أفواههم نارا ثم تلا هذه الآية" خرجه ابن حبان في صحيحه

من حديث أبي برزة عن النبي صلى الله عليه وآله وسلم .
فصل في شراب أهل النار وأما شرابهم فقال الله تعالى "فشاربون عليه من الحميم" الواقعة

وقال تعالى "وسقوا ماء حمما فقطع أمعاءهم" محمد

وقال تعالى "لا يذوقون فيها بردا ولا شرابا إلا حميما وغساقا"

وقال تعالى "هذا فليذوقوه حميم وغساق وآخر من شكله أزواج" ص وقال تعالى "

ويسقى من ماء صديد يتجرعه ولا يكاد يسيغه" ابراهيم

وقال تعالى "وإن يستغيثوا يغاثوا بماء كالمهل يشوي الوجوه بئس الشراب وساءت مرتفقا" الكهف

فهذه أربعة أنواع ذكرناها من شرابهم وقد ذكرها الله في كتابه النوع الأول الحميم قال عبدالله بن عيسى الخراز عن داود

عن عكرمة عن ابن عباس الحميم الحار الذي يحرق وقال الحسن والسدي الحميم الذي قد انتهى حره وقال جوبير

عن الضحاك يسقى من حميم يغلي من يوم خلق الله السموات والأرض إلى يوم يسقونه ويصب على رؤوسهم

وقال ابن وهب عن ابن زيد الحميم دموع أعينهم في النار يجتمع في حياض النار فيسقونه

وقال تعالى "يطوفون بينها وبين حميم آن" الرحمن قاله محمد ابن كعب حميم آن حاضر وخالفه الجمهور

فقالوا بل المراد بالآن ما انتهى حره وقال شبيب بن عكرمة عن ابن عباس حميم آن الذي قد انتهى غليه وقال سعيد بن بشير

عن قتادة قد آن طبخه منذ خلق الله السموات والأرض

وقال تعالى "تسقى من عين آنية" الغاشية قال مجاهد قد بلغ حرها وحان شربها وعن الحسن قال كانت العرب تقول للشيء

اذا انتهى حره حتى لا يكون شيء أحر منه قد آن حره

فقال الله عز وجل "من عين آنية" يقول قد أوقد الله عليها جهنم منذ خلقت وآن حرها وعنه قال إن طبخها

منذ خلق السموات والأرض وقال السدي انتهى حرها فليس بعده حر وقد سبق حديث أبي الدرداء في دفع الحميم إليهم

بكلاليب الحديد النوع الثاني الغساق قال ابن عباس الغساق ما يسيل من بين جلد الكافر ولحمه وعنه قال الغساق الزمهرير

البارد الذي يحرق من برده وعن عبدالله بن عمرو قال الغساق القيح الغليظ لو أن قطرة منه تهرق في المغرب لأنتنت

أهل المشرق ولو أهرقت في المشرق لأنتنت أهل المغرب وقال مجاهد غساق الذي لا يستطيعون أن يذوقوه من برده

وقال عطية هو ما يغسق من جلودهم يعني يسيل من جلوهم وقال كعب غساق عين في جهنم يسيل إليها حمة

كل ذات حمة من حية وعقرب وغير ذلك فيستنقع فيؤتى بالآدمي فيغمس فيها غمسة واحدة فيخرج وقد سقط جلده

ولحمه عن العظام ويتعلق جلده ولحمه في عقبيه وكعبيه ويجر لحمه كما يجر الرجل ثوبه

وقال السدي الغساق الذي يسيل من أعينهم من دموعهم يسقونه مع الحميم وروى دراج عن أبي الهيثم

عن أبي سعيد عن النبي صلى الله عليه وآله وسلم قال "لو أن دلوا من غساق يهرق في الدنيا لأنتن أهل الدنيا" خرجه

الإمام أحمد والترمذي والحاكم وصححه وقال بلال بن سعد لو أن دلوا من الغساق وضع على الأرض لمات من عليها

وعنه قال لو أن قطرة منه وقعت على الأرض لأنتن من فيها خرجه أبو نعيم وقد صرح ابن عباس في رواية

عنه ومجاهد بأن الغساق ها هنا هو البارد الشديد البرد ويدل عليه

قوله تعالى "لا يذوقون فيها بردا ولا شرابا إلا حميما وغساقا" النبأ

فاستثنى من البرد الغساق ومن الشراب الحميم وقد قيل إن الغساق هو البارد المنتن وليس بعربي

وقيل إنه عربي وإنه فعال من غسق يغسق والغاسق الليل وسمي غاسقا لبرده النوع الثالث الصديد قال مجاهد

في قوله تعالى "ويسقى من ماء صديد" ابراهيم قال يعني القيح والدم

وقال قتادة "ويسقى من ماء صديد" قال ما يسيل من بين لحمه وجلده قال "يتجرعه ولا يكاد يسيغه" قال قتادة

هل لكم بهذا يدان أم لكم على هذا صبر طاعة الله أهون عليهم يا قوم فأطيعوا الله ورسوله

وخرج الإمام أحمد والترمذي من حديث أبي أمامة عن النبي صلى الله عليه وآله وسلم

في قوله "ويسقى من ماء صديد يتجرعه" إبراهيم

قال "يقرب إلى فيه فيكرعه فإذا أدني منه شوى وجهه ووقعت فروة رأسه فإذا شربه قطع أمعاءه حتى يخرج من دبره يقول الله تعالى "وسقوا ماء حميما فقطع أمعاءهم" محمد

وقال "وإن يستغيثوا يغاثوا بماء كالمهل يشوي الوجوه بئس الشراب" الكهف"

وروى أبو يحيى القتات عن مجاهد عن ابن عباس قال في جهنم أودية من قيح تكتاز ثم تصب في فيه وفي صحيح مسلم

عن جابر عن النبي صلى الله عليه وآله وسلم قال "إن على الله عهدا لمن شرب المسكرات ليسقيه من طينة الخبال" قالوا

يا رسول الله وما طينة الخبال قال "عرق أهل النار أو عصارة أهل النار" وخرج الإمام أحمد والنسائي وابن ماجه

وابن حبان في صحيحه من حديث عبدالله بن عمرو بن العاص عن النبي صلى الله عليه وآله وسلم نحوه

إلا أنه ذكر ذلك في المرة الرابعة وفي بعض الروايات "من عين الخبال" وخرج الترمذي من حديث عبدالله بن عمر نحوه

عن النبي صلى الله عليه وآله وسلم إلا أنه قال "من نهر الخبال" قيل يا أبا عبدالرحمن ما نهر الخبال

قال نهر من صديد أهل النار وقال حديث حسن وخرج أبو داود من حديث ابن عباس عن النبي صلى الله عليه وآله وسلم نحوه

وقال "من طينة الخبال" قيل يا رسول الله ما طينة الخبال قال "صديد أهل النار" وفي رواية أخرى

قال "ما يخرج من زهومة أهل النار وصديدهم" وخرج الإمام أحمد بمعناه أيضا من حديث أبي ذر

وأسماء بنت يزيد عن النبي صلى الله عليه وآله وسلم وخرج الإمام أحمد وابن حبان في صحيحه من حديث أبي موسى

عن النبي صلى الله عليه وآله وسلم قال "من مات وهو مدمن خمر سقاه الله من نهر الغوطة" قيل وما نهر الغوطة

قال "نهر يخرج من فروج المومسات يؤذي أهل النار نتن فروجهم" وقد سبق حديث عمرو بن شعيب عن أبيه عن جده

عن النبي صلى الله عليه وآله وسلم في المتكبرين وفيه يسقون من عصارة أهل النار طينة الخبال

النوع الرابع الماء الذي كالمهل خرج الإمام أحمد والترمذي من حديث دراج عن أبي الهيثم عن أبي سعيد

عن النبي صلى الله عليه وآله وسلم في قوله "كالمهل" قال كعكر الزيت فإذا قرب إلى وجهه سقطت فردة وجهه فيه

قال عطية سئل ابن عباس عن قوله "كالمهل" قال غليظ كدردي الزيت قال علي بن أبي طالب عن بن عباس أسود

كمهل الزيت وكذا قال سعيد بن جبير وغيره قال الضحاك أذاب ابن مسعود فضة من بيت المال ثم أرسل إلى أهل المسجد

فقال من أحب أن ينظر إلى المهل فلينظر إلى هذا وقال مجاهد "بماء كالمهل" مثل القيح والدم أسود كعكر الزيت

وخرج الطبراني من طريق تمام بن نجيح عن الحسن عن أنس

عن النبي صلى الله عليه وآله وسلم "لو أن غربا جعل من حميم جهنم وجعل وسط الأرض لآذى ريحه وشدة حره ما بين المشرق والمغرب" وفي موعظة الأوزاعي للمنصور

قال "بلغني أن جبريل قال للنبي صلى الله عليه وآله وسلم لو أن ذنوبا من شراب جهنم صب في ماء الأرض جميعا لقتل من ذاقه" خرج بعض المتقدمين فمر بكروم بقرية يقال لها طيز ناباد وكأنه كان يعصر فيها الخمر فأنشد يقول
بطيز ناباد كرم ما مررت به ..... إلا تعجبت ممن يشرب الماء
فهتف به هاتف يقول
وفي جهنم ماء ما تجرعه .... حلق فأبقى له في البطن أمعاء
فصل في تنغص السلف على طعامهم عند ذكر طعام أهل النار وكان كثير من الخائفين من السلف ينغص عليهم

ذكر طعام أهل النار وشرابهم طعام الدنيا وشرابها حتى يمتنعوا من تناوله أحيانا لذلك فكان الإمام أحمد يقول الخوف

يمنعني من أكل الطعام والشراب فلا أشتهيه روى شعبة عن سعد بن ابراهيم قال أتى عبدالرحمن بن عوف بعشائه

وهو صائم فقرأ "إن لدينا أنكالا وجحيما وطعاما ذا غصة وعذابا أليما" المزمل فلم يزل يبكي حتى رفع طعامه

وما تعشى وانه لصائم خرجه الجوزجاني وروى ابن أبي الدنيا من طريق يونس عن الحسن قال لقي رجل رجلا فقال له

يا هذا أراك قد تغير لونك ونحل جسمك فمم هو فقال آخر وإني لأرى ذلك فمم هو قال أصبحت منذ ثلاثة أيام صائما

فلما أتيت بعشائي عرضت لي هذه الآية "يسقى من ماء صديد يتجرعه ولا يكاد يسيغه" إلى قوله "عذاب غليظ" إبراهيم

فلم أستطع أن أتعشاه فأصبحت صائما فلما أتيت بعشائي أيضا عرضت لي فلم أستطع أن أتعشاه فلي ثلاث منذ أنا صائم

قال يقول الرجل الآخر وهي التي عملت بي هذا العمل ومن طريق خليد بن حسان الهجري قال أمسي الحسين صائما

فأتى بعشائه فعرضت له هذه الآية "إن لدينا أنكالا وجحيما وطعاما ذا غصة وعذابا أليما" فقلصت يده وقال

ارفعوه فأصبح صائما فلما أمسى أتى بإفطاره عرضت له الآية فقال ارفعوه فقلنا يا أبا سعيد تهلك

وتضعف فأصبح اليوم الثالث صائما فذهب ابنه إلى يحيى البكاء وثابت البناني ويزيد الضبي فقال أدركوا أبي فإنه هالك

فلم يزالوا به حتى سقوه شربة ماء من سويق ومن طريق صالح المري قال كان عطاء السلمي قد أضر بنفسه

حتى ضعف فقلت له إنك قد أضررت بنفسك وأنا متكلف لك لشيء فلا ترد كرامتي قال أفعل قال فاشتريت سويقا

من أجود ما وجدت وسمنا قال فجعلت له شريبه فلتيتها وحليتها وأرسلت بها مع ابني وكوزا من ماء

فقلت له لا تبرح حتى يشربها فرجع فقال قد شربها فلما كان من الغد جعلت له نحوها ثم سرحت بها مع ابني

فرجع بها لم يشربها قال فأتيته فلمته وقلت سبحان الله أرددت علي كرامتي إن هذا مما يعينك ويقويك على الصلاة

وعلى ذكر الله تعالى فلما رآني قد وجدت من ذلك قال يا أبا بشر لا يسؤك والله لقد شربتها أول ما بعثت بها فلما كان الغد

راودت نفسي على أن أسيغها فما قدرت على ذلك إذا أردت شربه

ذكرت هذه الآية "يتجرعه ولا يكاد يسيغه ويأتيه الموت من كل مكان وما هو بميت ومن ورائه عذاب غليظ" ابراهيم

فبكى صالح عند هذا وقال قلت لنفسي ألا أراني في واد وأنت في آخر وروى الإمام أحمد بإسناده عن صالح المري

عن عطاء السلمي قال إنني إذا ذكرت جهنم ما يسيغني طعام ولا شراب وروى عبدالله بن الإمام أحمد من طريق مرجى بن وداع

قال انطلقت مع صالح المري فدخلنا على عطاء السلمي فقلنا له يا عطاء تركت الطعام والشراب قال إني إذا ذكرت صديد أهل النار

لم أسغه وروى ابن أبي الدنيا بإسناده عن عبدالمؤمن الصايغ قال دعوت رباحا القيسي ذات ليلة إلى منزلي فجاءني في السحر

فقربت إليه طعاما فأصاب منه شيئا فقلت أزدد فما أراك شبعت قال فصاح صيحة أفزعتني فقال كيف أشبع أيام الدنيا وشجرة الزقوم

بين يدي طعام الأثيم قال فرفعت الطعام من بين يديه وقلت أنت في شيء ونحن في شيء وبإسناده عن أبي سعيد قال دخل عبيد الله بن الوليد التيمي على حبابة التيمية فقدمت اليه سمنا وخبزا وعسلا فقال يا حبابة أما تخافين أن يكون بعد هذا الضريع

قال فما زال يبكي وتبكي حتى قام ولم يأكل شيئا وبإسناده عن سوار بن عبدالله القريعي قال كنا مع عمر بن درهم

في بعض السواحل قال وكان لا يأكل إلا من السحر إلى السحر فجئنا بطعام فلما رفع الطعام إلى فيه سمع بعض المتهجدين

يقرأ هذه الآية "إن شجرة الزقوم طعام الأثيم كالمهل يغلي في البطون كغلي الحميم الدخان" فغشي عليه

وسقطت اللقمة من يده فلم يفق إلا بعد طلوع الفجر فمكث بذلك سبعا لا يطعم شيئا كلما قرب إليه طعام عرضت له الآية

فيقوم ولا يطعم شيئا فاجتمع إليه أصحابه فقالوا سبحان الله تقتل نفسك فلم يزالوا به حتى أصاب شيئا

وبإسناده عن محمد بن سويد قال كان لطاووس طريقان إذا رجع من المسجد أحدهما فيه رواس

وكان يرجع إذا صلى المغرب فإذا أخذ الطريق الذي فيه الرواس لم يتعش فقيل له فقال إذا رأيت الرؤوس كالحة

لم أستطع الأكل وذكر مالك بن أنس هذه الحكاية عن طاووس قال مالك يعني

لقول الله تعالى "وهم فيها كالحون" المؤمنون وروى ابن أبي الدنيا أيضا بإسناده عن عبدالله بن عمر أنه شرب ماء باردا فبكى واشتد بكاؤه فقيل ما يبكيك فقال ذكرت آية من كتاب الله قوله "وحيل بينهم وبين ما يشتهون" سبأ

فعرفت أن أهل النار لا يشتهون شيئا شهوتهم الماء البارد

وقد قال الله تعالى "أفيضوا علينا من الماء أو مما رزقكم الله" الأعراف عن سلام بن أبي مطيع

قال أتي الحسن بكوز من ماء ليفطر عليه فلما أدناه إلى فيه بكى وقال ذكرت أمنية أهل النار

وقولهم "أفيضوا علينا من الماء أو مما رزقكم الله" وذكرت ما أجيبوا به "إن الله حرمهما على الكافرين" الأعراف

وعن عبدالله بن مروان أنه شرب ماء باردا فقطعه وبكى فقيل ما يبكيك يا أمير المؤمنين قال ذكرت شدة العطش يوم القيامة

وذكرت أهل النار وما منعوا من بارد الشراب ثم قرأ "يتجرعه ولا يكاد يسيغه" ابراهيم

وروى عبدالله بن الإمام أحمد بإسناده عن ابراهيم النخعي قال ما قرأت هذه الآية إلا ذكرت برد الشراب

وقرأ "وحيل بينهم وبين ما يشتهون" سبأ

واستسقى محمد بن مصعب العابد ماء فسمع صوت البرادة فصاح وقال لنفسه من أين لك في النار برادة

ثم قرأ "وإن يستغيثوا يغاثوا بماء كالمهل" الكهف


منقول
.
اللهم إني ظلمت نفسي ظلما كثيرا ولا يغفر الذنوب إلا أنت فاغفر لي من عندك مغفرة إنك أنت الغفور الرحيم

15 comments:

Anonymous said...

مبروك على المدونة ويارب تكون فاتحة خير عليكى ويجازيكى عنا خير يارب
_______________

بجد انى جمعتى معلومات هايلة فى البوست دة يارب الناس تتعظ

انتى رائعة يا مروة
أقسم بالله انى احبك فى الله

مهندس مصري بيحب مصر said...

البوست طويل قوي و ماشي دلوقت مش حالحق أقراه
حاشوفه بعدين
أنا قلت ابارك على المدونة الجديدة
ألف مبروك
:)

Unknown said...

: العزيزة مروة
ألف مبروك مدونتك الجديدة وان شاء الله تكون فى نفس مستوى نجاح مدونتك الأصلية

أشكرك على سؤالك عنى و أعتذر لعدم ردى لظروف تفهمينها من البوست الجديد عندى

محمد

love said...

تحياتى
أرجو ألا أكون ذو ظل ثقيل على قلبك غير مريح لفؤادك حين تفاجئين بى وأنا أقتحم مدونتك لأدلى بدلوى فيما تنطقين أو لما تكتبين...ا
البوست طويل وهذا يؤدى بنا إلى أنه قد بذل مجهود ما أو جهد جهيد نحو إخراجه بالصوره التى يكون عليها..أنا لكبر سنى قرأت ما أحسست أنه يؤدى المعنى ويسير على نفس النهج ويتبع نفس المنوال
تلخيص البوست فى نظرى أو فى رأيى أنه يرهبنا من النار ويرغبنا فى الجنه
إذا لم أكن مخطئآ فقد نشر محمد نبى ألإسلام دعوته فى بلاد الرمال حيث قامت على محورين:1-الوحدانيه:وهى كما إدعى أنها دين إبراهيم،والوحدانيه تعنى الحنيفيه التى قال بأنها ديانة أبو ألأنبياء إبراهيم أبو إسحاق..وأهمس فى أذنك أن إبراهيم لم يصلنا عنه أو يرد بشأنه شىء من صحف أو كتاب..ولكن هكذا قال محمد أنه على دين سلفه
الأمر الثانى أنه لكى يرغب الناس فى الدين الجديد فقد إستخدم الترغيب بذكر الجنه وما فيها (وهذا زعمه) أن بها مالا عين رأت أو أذن سمعت..أى أن مابها فهو مجهول وغير محسوس على ألأقل للحواس الخمس التى خلقت لنا نحن البشر
بالجنه الحور العين..والنساء ..والولدان ..وهذا الترغيب يأتى مطابقآ لما يتمناه الأعرابى الذى يعيش فى ضنك الحياه..والترهيب من النار التى يسقى فيها الصديد وتشوى بها الجلود..و.....قولى ماشئتى حتى يتشبع ألإنسان نفورآ ورفضآ وخوفآ من النار وعذابها
لقد كان محمد أذكى من أنجبت البشريه حيث أستطاع أن ينفذ ماأراد فى 23سنه فقط
حتى لو كنت غير مؤمن به..تجدينى أود أن أحصل على ما بشر به من جنة عرضها السموات والأرض
ملحوظه: لك أن تحسبى عرض السماوات، وتنسبى إليه عرض ألأرض(؟؟) أليس من ألأجدر ألا تذكر ألأرض إلى جانب السماوات؟؟
تحياتى وإحترامى

مروة الزارع said...

د/ غادة

الله يبارك فيكى يا دكتورة

............

انتى ذوق انا معملتش حاجة

ربما يخليكى

مروة الزارع said...

مهندس مصري


اعتذر ان البوست طويل

هحاول بعد كدة اقلل من حجم البوستات

.........

ومرسى وربنا يخليك ويبارك فيك يارب

مروة الزارع said...

m5m

بجد يا محمد قلقت عليك والله

الله يبارك فيك وادعيلى انها تبقى كويسة يارب

.......

انا هروح عندك حالا افهم فية اية

مروة الزارع said...

love



لن استطيع ان اجادلك فيما انت غير مؤمن بية

هذة المدونة للمسلمين الذين يبتغون رضا الله فقط

او لأى شخص يود الإطلاع دون أن يشكك فى أمور الإسلام المحسومة

........

تذكر اخى انى بادرت معك بالنصيحة

وكان رد فعلك لا يروق لى ابدا

ماذا صنعت لك لكى تنشر اسمى فى بوست فى مدونتك هذة

طبعا انك لم تأخذ رأى فى عمل كهذا

لقد كنت أقول لك نصيحة لوجة الله تعالى

عموما

ان الله يهدى من يشاء

كنت اريد بك خيرا

........


شكرا على زيارتك الكريمة

مروة الزارع said...

love


نسيت ان اشكرك على انك رفعت تلك الصورة المخلة بالإداب والحياء التى كانت بجاور اسمى

كنت اود ان افهم

ما كانت علاقة تلك الصورة بنصيحتى لك؟

Eng_AEA said...

السلام عليكم ورحمة الله وبركاته
اية الجمال دا يا مروة
بجد مدونة جميلة
وموضوعات البداية لها اجمل

ربنا يوفقك
ويجعل كلماتك صائبة باذن الله
وفى ميزان حسناتك

وجزاكى عنا كل خير

سلااااااااااام

Empress appy said...

على فكرة الترغيب فى الجنه احسن من الترهيب من الناررررررر صدقينى اتكلمى عن الحسنات هتلاقى نتايج اكبر

خالد said...

مجهود كبير جدا أتمنى أن يكون خالصا لوجه الله تعالى وأظنه كذلك لأن من يغوص في الأعماق هكذا فإن أهدافه في أعلى الآفاق

مروة الزارع said...

Eng_AEA


ربنا يخليكى

ويارب افضل عند حسن ظنكم

وبجد اشكرك على تشجيعك

مروة الزارع said...

appy


معاكى يا حبيبتى وكلامك صح

بس برضة لازم نعرف عذاب النار

نعرف الاتنين يعنى

...........

تحياتى

:)

مروة الزارع said...

خالد فتحي عبد الفتاح


بجد اشكر تشجيعك يا استاذ خالد

ربنا يخليك